خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 28 ربيع الأول 1445هـ ، الموافق 13 أكتوبر 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بصيغة word بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م ، بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
فضل إغاثة المكروبين
“””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، ولى الصالحين، وجابر المنكسرين، ومجيب دعوة المضطرين، وكاشف الكرب عن المكروبين، سبحانه هو أرحم الراحمين، وناصر المستضعفين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير القائل في كتابه العزيز ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) سورة المائدة (2).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن حياتنا الدنيا لا تدوم على حال، فما أكثر أن تتغير وتتبدل أحوالها، فلا تدوم حبرتها، ولا تؤمن فجعتها، ومن منا صفت له الحياة الدنيا؟ وأي الناس تصفو مشاربه؟ حتى رسل الله جميعاً رغم إنهم، صفوة الخلق، ورسل الحق، فقد تعرضوا لكروب كثيرة في الحياة الدنيا، والكرب هو الغم الشديد كما قال القرطبي رحمه الله في تعريفه، وهكذا ذاق صفوة الخلق جميعاً من كل أصناف كرب الدنيا، لكى يكون ذلك عزاء لكل مكروب ومكلوم، وأنه حين نزل الكرب بهم، لم يغفلوا طرفة عين عن سؤاله ودعائه سبحانه وتعالى، كما أنه سبحانه وتعالى نجاهم من كل غم وكرب، لكى يكون كل مصاب ومبتلى على يقين بتفريج كربه، وكشف بلواه، وحين نطالع مثلاً سورة الأنبياء نجد هذا واضحاً جلياً، بل جاء لفظ الكرب صريحاً في شأن سيدنا نوح عليه السلام في أكثر من موضع في القرآن الكريم، قال تعالى ﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾ سورة الأنبياء (76).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون، وشأن المسلم الحق دائماً أن يكون داعماً وسنداً ومتعاوناً مع أخيه المسلم خاصة وقت العثرات ووقت الضيق والشدائد قال تعالى ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ سورة المائدة: (2)، وكذلك أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم ((إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وشَبَّكَ أصَابِعَهُ)) وعند الشيخين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم ((مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)).
أيها المسلمون، وقد كان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم خير مثل وقدوة لإغاثة المكروبين، فقد أخرج الشيخان من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال ((كان النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أحسنَ الناسِ وأَجْوَدَ الناسِ وأَشْجَعَ الناسِ ولقدْ فَزِعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ فانطلقَ الناسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلهُمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قد سَبَقَ الناسَ إلى الصَّوْتِ وهوَ يقولُ لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا وهوَ على فَرَسٍ لِأَبي طلحةَ عُرْيٍ ما عليهِ سَرْجٌ في عُنُقِهِ سَيْفٌ فقال لقدْ وجَدْتُهُ بَحْرًا أوْ إنَّهُ لَبَحْرٌ)).
وليس هذا بمستغرب عنه صلى الله عليه وسلم فهذه سجيته وطبيعته حتى قبل الإسلام كما أورد ذلك الإمام البخاري في حديث بدء الوحي الطويل عن عائشة رضي الله عنها أنه قالت، قالت خَدِيجَةُ رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ((كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ)).
ولذلك كان تفريج كرب المكروبين من أفضل الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى فقد أخرج الشيخان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال صلى الله عليه وسلم ((المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامةِ))، وفى صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم ((مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ)) وفى صحيح مسلم أيضاً ((أنَّ أَبَا قَتَادَةَ طَلَبَ غَرِيمًا له، فَتَوَارَى عنْه، ثُمَّ وَجَدَهُ، فَقالَ: إنِّي مُعْسِرٌ، فَقالَ: آللَّهِ؟ قالَ: آللَّهِ؟ قالَ: فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عن مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عنْه)).
أيها المسلمون، وإغاثة المكروبين، ليس الأمر فيها قاصراً فقط على الغوث والإعانة بالمال، بل هناك سبل كثيرة وعديدة لتفريج هم المهمومين، أحيانا ما يكون بالكلمة الطيبة، بل ربما بالشفاعة لصاحب حق لا يستطيع الوصول إلى حقه، قال تعالى ((مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا)) سورة النساء (85) وعند السيوطي بسند حسن عن أبى الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أبْلِغوا حاجةَ من لا يستطيعُ إبلاغَ حاجتِه، فمن أبْلَغَ سلطانًا حاجةَ من لا يستطيعُ إبلاغُها ، ثبَّتَ اللهُ قدَمَيْه على الصراطِ يومَ القيامةِ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون، ما أعظم أن يكون الإنسان سبباً لإدخال الفرح والسرور على أخيه المسلم فعند المنذري بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال صلى الله عليه وسلم ((أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ)).
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، فنحن في أمس الحاجة إلى أن يشعر الإنسان منا بأخيه الإنسان، ويعمل جاهداً على تخفيف آلامه وأحزانه، ويا حبذا لو حقق له الآمال والأحلام التي تتوق إليها نفسه، فيا سعد كل من يدخل الفرح والسرور على عباد الله، وفى النهاية أريد أن أبشر واطمئن كل مكروب ومكلوم ما عليك إلا أن تتفاءل خيراً، واعلم بأن فرج الله قريب وكما قال تعالى (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)) سورة الشرح.
وأختم بما قاله الشافعي رحمه الله
يا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنْفَرِجٌ
أَبْشِرْ بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ
اليأسُ يَقْطَعُ أحيانًا بصاحِبِهِ
لا تَيْأسَنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ
اللهُ يُحْدِثُ بعدَ العُسرِ مَيْسَرَةً
لا تَجْزَعَنَّ فإنَّ القاسمَ اللهُ
إذا بُلِيتَ فثقْ باللهِ، وارْضَ بهِ
إنَّ الذي يَكْشِفُ البَلْوَى هو اللهُ
واللهِ مَا لَكَ غيرُ اللهِ مِن أحدٍ
فحَسْبُك اللهُ في كلٍّ لكَ اللهُ
اللهم يا فرجنا إذا أغلقت الأبواب، ويا رجاءنا إذا انقطعت الأسباب، فرج كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين يا من تجيب دعاء المضطرين
كتبه : الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف